فهم إدارة المخاطر في التداول الاجتماعي

Adam Lienhard
Adam
Lienhard
فهم إدارة المخاطر في التداول الاجتماعي

لقد أحدث التداول الاجتماعي ثورة في المشهد المالي من خلال السماح للمستثمرين المبتدئين والمتمرسين على حد سواء بنسخ استراتيجيات المتداولين المخضرمين. ورغم أن التداول الاجتماعي يفتح الباب أمام فرص مربحة، إلّا أنّه يعرّض المشاركين للمخاطر أيضاً. إن فهم وتنفيذ استراتيجيات إدارة المخاطر الفعالة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح على المدى الطويل في التداول الاجتماعي.

ما هو التداول الاجتماعي؟

التداول الاجتماعي هو شكل من أشكال الاستثمار الذي يسمح للمتداولين بمراقبة سلوك الآخرين وتكرار استراتيجياتهم. عبر منصات مخصصة، يمكن للمستثمرين اختيار المتداولين الذين يريدون متابعتهم بناءً على أدائهم ومستويات المخاطرة لديهم واستراتيجيتهم. تتم عملية نسخ الصفقات بشكل تلقائي، مما يضمن قيام المتابعين بمحاكاة تصرفات المتداولين الذين اختاروهم في الوقت الفعلي.

ومع أن جاذبية التداول الاجتماعي تكمن في بساطته وقدرته على متابعة المتداولين الأكثر خبرة، إلّا أن إمكانية الربح تأتي مع مخاطر كامنة أيضاً. إن نسخ صفقات الخبير لا يضمن النجاح، من المهم جداً بالنسبة للمستثمرين أن يفهموا أهمية إدارة المخاطر بفعالية.

المخاطر الرئيسية في التداول الاجتماعي

يمكن أن تنشأ مخاطر التداول الاجتماعي من عوامل مختلفة، وفهم هذه المخاطر هو الخطوة الأولى نحو إدارتها.

  1. مخاطر السوق. إن المخاطر الأساسية في أي شكل من أشكال التداول هي مخاطر السوق، التي تتمثل في إمكانية خسارة الأموال بسبب التغيرات في ظروف السوق. حتى كبار المتداولين قد يواجهون خسائر بسبب تقلبات السوق غير المتوقعة، وبما أن المتداولين الاجتماعيين ينسخون مراكزهم، فإنهم معرضون بنفس القدر لمثل هذه التقلبات في السوق.
  2. مخاطر التداول. اختيار المتداول الخاطئ لمتابعته يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة. قد يحقق بعض المتداولين نجاحاً قصير المدى ولكنهم يفتقرون إلى سجلّ حافل. إن الاعتماد المفرط على أي متداول دون تقييم استراتيجيته وقدرته على المخاطرة وتاريخه يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مواتية.
  3. مخاطر المنصة. ليست كل منصات التداول الاجتماعي متماثلة. إن المنصّة التي لا تتم إدارتها بشكل جيد أو لا يتم تأمينها بشكل جيد قد تعرض المستخدمين لمشاكل تقنية أو خروقات أمنية، مما يؤدي إلى خسارة مالية محتملة. إن المنصات الموثوقة التي تتمتع بالتنظيم والضمانات المناسبة تشكّل أهمية بالغة للحد من هذا النوع من المخاطر.
  4. مخاطر السيولة. قد تصبح السيولة في بعض الأسواق مشكلة. إذا كان المتداول الذي تتابعه يتداول في أسواق غير سائلة، فقد يكون من الصعب تنفيذ الصفقات بكفاءة، مما يؤدي إلى الانزلاق أو ارتفاع تكاليف التداول.
  5. مخاطر الرافعة المالية. يستخدم العديد من المتداولين الرافعة المالية لتضخيم مراكزهم. صحيح أن الرافعة المالية قد تؤدي إلى تضخيم الأرباح، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى خسائر كبيرة، ولاسيّما في الأسواق المتقلبة. يجب على متابعي المتداولين الذين يستخدمون الرافعة المالية العالية أن يكونوا على دراية بالجانب السلبي المحتمل لها.

أهمية إدارة المخاطر في التداول الاجتماعي

تصبح إدارة المخاطر أكثر أهمية في التداول الاجتماعي، حيث يعتمد المتابعون في كثير من الأحيان على قرارات الآخرين لتحديد استراتيجياتهم الاستثمارية. فيما يلي عدد من الاستراتيجيات الرئيسية التي يمكن أن تساعدك في إدارة المخاطر في التداول الاجتماعي.

1. تنويع محفظتك الاستثمارية

أحد المبادئ الأساسية لإدارة المخاطر هو التنويع. بدلاً من نسخ متداول واحد، يجب على المتابعين توزيع استثماراتهم على العديد من المتداولين الذين يستخدمون استراتيجيات مختلفة ويتداولون فئات أصول مختلفة. يمكن أن يؤدي هذا إلى تقليل تأثير الأداء الضعيف لأحد المتداولين على محفظتك الإجمالية.

يعد التنويع أداة فعالة لإدارة المخاطر لأنّه يقلل من خطر الخسائر الكبيرة من أي مصدر واحد. إذا تعرض أحد المتداولين للخسائر، فإن المكاسب التي يحققها المتداولين الآخرين يمكن أن تساعد في تعويض تلك الخسائر.

2. تقييم ملف المخاطر الخاص بالمتداول

قبل نسخ المتداول، من الضروري تقييم قدرته على تحمل المخاطرة، واستراتيجية التداول، والأداء التاريخي. توفر معظم منصات التداول الاجتماعي مقاييس تساعد المتابعين على قياس مدى رغبة المتداول في المخاطرة. وباختيارك للمتداولين الذين يتوافقون مع قدرتك على تحمل المخاطر، يمكنك تجنب التعرض المفرط لاستراتيجيات عالية المخاطر.

راقب تكرار المتداولين لإعادة موازنة محافظهم الاستثمارية. إذا كان المتداول يميل إلى الاحتفاظ بالمراكز الخاسرة لفترة طويلة جداً أو يستخدم رافعة مالية عالية باستمرار، فقد تكون تلك إشارة إلى أن استراتيجيته عدوانية للغاية بالنسبة للمستثمر الذي يخشى المخاطرة.

3. استخدام أوامر وقف الخسارة

تشكّل أوامر وقف الخسارة عنصراً أساسياً لأي استراتيجية لإدارة المخاطر. في التداول الاجتماعي، يمكن للمتابعين ضبط مستويات وقف الخسارة الخاصة بهم للخروج تلقائياً من الصفقة إذا وصلت الخسارة إلى مستوى محدد مسبقاً. ويضمن هذا عدم خسارتهم لأكثر مما هم على استعداد للمخاطرة به.

4. مراقبة نشاط المتداول بانتظام

رغم أنّ التداول الاجتماعي يسمح بالاستثمار دون تدخل، إلّا أنه من المهم عدم تبنّي عقلية “اضبط الأمر وانسَ الموضوع.”. يمكن أن تتغير ظروف السوق وأداء المتداولين الأفراد بسرعة. إن مراقبة المتداولين الذين تتابعهم بانتظام، وتقييم استراتيجياتهم، وإجراء التعديلات على محفظتك حسب الضرورة يمكن أن يقلل المخاطر بشكل كبير.

غالباً ما توفّر المنصات تقارير الأداء وسجلّات التداول ودرجات المخاطر، التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ قرارات مستنيرة حول ما إذا كان يجب الاستمرار في متابعة متداول معين.

5. تقييد استخدام الرافعة المالية

يمكن أن يؤدي استخدام الرافعة المالية إلى تكبير الأرباح والخسائر. في حين أن بعض المتداولين قد يستخدمون الرافعة المالية بنجاح لزيادة العائدات، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى زيادة المخاطر. يجب على المتابعين أن يفهموا مقدار الرافعة المالية التي يستخدمها المتداولون الذين اختاروهم وأن يكونوا حذرين بشأن تعريض محافظهم لاستراتيجيات ذات رافعة مالية عالية.

6. ابدأ على نطاق صغير، ثمّ ارفع مستواك

من المستحسن أن تبدأ باستثمار صغير عند الدخول في التداول الاجتماعي لأوّل مرة. يتيح لك ذلك التعرف على المنصة والمتداولين واستراتيجياتهم دون تعريض جزء كبير من رأس مالك للمخاطرة. مع اكتساب المزيد من الثقة والمعرفة، يمكنك زيادة استثماراتك تدريجياً استناداً إلى مستوى راحتك ورغبتك في المخاطرة.

يقدم التداول الاجتماعي فرصة مثيرة للأفراد للاستثمار في الأسواق من خلال الاستفادة من خبرات المتداولين المحترفين. ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن الأمر محفوف بالمخاطر، ويجب علينا دائماً اتخاذ التدابير المناسبة.

تابعونا على تيلجرام, انستغرام، وفيسبوك للحصول على تحديثات Headway مباشرة.